للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بكر ، ولم يكن أحد بعد أبي بكر أهيب بما لا يعلم من عمر وإن أبا بكر نزلت به قضية فلم يجد في كتاب الله منها أصلًا، ولا في السنة أثرًا فاجتهد برأيه، ثم قال: هذا رأيي فإن كان صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني وأستغفر الله" (١).

- عمر بن الخطاب -:

ورد عنه أنه كان يقول: "إن أصدق القيل قيل الله، ألا وإن أحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة ضلالة … " (٢).

وكان عمر يوصي عماله أن يقضوا بين الناس بكتاب الله، فإن لم يجدوا القضية في كتاب الله فبسنة رسول الله .

فعن الشعبي (٣) عن شريح (٤) أن عمر بن الخطاب كتب إليه: إن جاءك شيء في كتاب الله فاقض به ولا يلتفتك عنه الرجال، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله فانظر سنة رسول الله فاقض بها، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن فيه سنة من رسول الله ، فانظر ما اجتمع عليه الناس فخذ به، فإن جاءك ما ليس في كتاب الله ولم يكن في سنة رسول الله ولم يتكلم فيه أحد من قبلك فاختر أي الأمرين شئت: إن شئت أن تجتهد برأيك ثم تقدم فتقدم، وإن شئت أن تتأخر


(١) إعلام الموقعين (١/ ٥٤).
(٢) السنة للالكائي (١/ ٨٤) (ح ١٠٠)، والبدع والنهي عنها لابن وضاح (ص ٢٤).
(٣) عامر بن شراحيل الشعبي: أهله من حمير اليمن، قال فيه مكحول: "ما رأيت أحدًا أعلم بسنة ماضية من الشعبي"، وقد تولى القضاء في عهد عمر بن عبد العزيز على الكوفة، توفي سنة (١٠٥ هـ)، وقيل قبل ذلك، تهذيب التهذيب (٥/ ٦٥، ٦٩).
(٤) شريح بن الحارث بن قيس الكندي: القاضي، مخضرم، ثقة، استقضاه عمر. مات قبل الثمانين أو بعدها، تهذيب التهذيب (٤/ ٣٢٦، ٣٢٨).

<<  <   >  >>