للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني الأدلة من السنة على التحذير من معصية الرسول وحكم من خالفه]

جاءت السنة بمثل ما جاء به القرآن الكريم، فالأحاديث متوافرة، ومتعددة في هذا الشأن، فقد حذر النبي من الإعراض عن سُنَّته والبعد عنها أو الانتقاص من قدرها ومكانتها أو مخالفتها.

وهذا التحذير منه والوارد في عبارات متنوعة وأساليب متعددة - كما سيمر عليك - يصور مدى حرصه على حماية أمته وصيانتهم من الوقوع في هذا المزلق الخطير، ولا غرابة في ذلك فهو الموصوف بقوله تعالى: ﴿﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التوبة].

ومما ورد في تصوير مدى حرصه على أمته وتحذيره لهم من الوقوع في مخالفته قوله في الحديث الذي يرويه عنه أبو هريرة: مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها - قال - فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها".

وهذا الحديث إضافة إلى كونه يصور مدى حرصه على أمته فهو بين كذلك أن سبيل النجاة والفلاح إنما هو باتباع، سنة النبي والأخذ بها، وأن كل مخالف ومجانب لهذه السنة فهو ينفي بنفسه إلى التهلكة وذلك بسبب بعده ومخالفته لشرع المصطفى ونهجه الذي جاء به.

<<  <   >  >>