للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عذبه المشركون حتى يكفر بمحمد فوافقهم على ذلك مكرهًا وجاء معتذرا إلى النبي فأنزل الله هذه الآية، وروى أن مما قاله أنه سب النبي وذكر آلهتهم بخير، فشكا ذلك إلى رسول الله فقال: "يا رسول الله ما تركت حتى سببتك وذكرت آلهتهم بخير، قال: "كيف تجد قلبك؟ " قال: مطمئنا بالإيمان، فقال: "إن عادوا فعد" وفي ذلك أنزل الله: ﴿إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾، ولهذا اتفق العلماء على أن المكره على الكفر يجوز له أن يوالي إبقاء لمهجته، ويجوز له أن يأبى، كما كان بلال (١) يأبى عليهم ذلك، وهم يفعلون به الأفاعيل … " (٢).

[القسم الثاني: من نواقض الإيمان بالنبي ]

الطعن فيما أخبر به الرسول لا - مما هو معلوم من الدين بالضرورة - إما بإنكاره أو انتقاصه.

فإذا اجتمعت الشروط التالية في المنكر وهي:

أ - أن يكون ذلك الأمر المنقض من الأمور التي أجمعت عليها الأمة وأن يكون من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة: أي أن يكون


= هاجر إلى المدينة، وشهد المشاهد كلها، قتل بصفين سنة ٣٧ هـ. الإصابة (٢/ ٥٠٥، ٥٠٦) رقم: ٥٧٠٦.
(١) بلال بن رباح الحبشي: مؤذن رسول الله ، أحد السابقين إلى الإسلام الذين عذبوا بمكة، وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة: فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد ، فيقول وهو على ذلك أَحَدٌ أَحَدٌ، فمرَّ به أبو بكر فاشتراه منه وأعتقه، ومناقبه كثيرة، شهد المشاهد كلها مع النبي ، مات بالشام سنة عشرين. الإصابة (١/ ١٦٩) رقم ٧٣٦.
(٢) تفسير ابن كثير (٢/ ٥٨٧، ٥٨٨) بتصرف.

<<  <   >  >>