للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأكثرها في قصص مشهورة، ومجامع مشهورة، ولا يمكن التحدث عنها إلا بالحق، ولا يسكت الحاضر لها على ما أنكر منها (١).

هـ - ما اطّلع عليه من الغيوب وما سيكون في المستقبل:

" والأحاديث في هذا الباب بحر لا يدرك قعره، ولا ينزف غمره، وهي من جملة معجزاته المعلومة على القطع" (٢) ومنها على سبيل المثال حديث حذيفة بن اليمان قال: "قام فينا رسول الله مقامًا ما ترك شيئًا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ثم إذا رآه عرفه" (٣).

وبعد، فهذا جزء يسير جدًّا من دلائل نبوته المعنوية والحسية وصدق رسالته ، أيد الله بها نبيه ليقيم الحجة على الخلق فيحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة.

فيجب على كل مسلم أن يتدبر في دلائل نبوته ويطَّلع عليها، فإن فيها عظة وعبرة وتزيد من إيمان المرء ويقينه بنبوة خاتم المرسلين وإمامهم، الذي أعطاه الله من الآيات والبراهين ما لم يعط أحدًا من الأنبياء قبله.

* * *


(١) الشفا (١/ ٤١٩) (بتصرف).
(٢) المصدر السابق (١/ ٤٧٠) وقد ذكر طرفًا من هذه الأحاديث فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه.
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن: باب إخبار النبي فيما يكون إلى قيام الساعة (٨/ ١٧٢).

<<  <   >  >>