وهذه الآيات تضمنت توجيهات عظيمة يجب على المسلم تدبرها، ففي الآية الأولى جعل الله الاتباع سبيلًا إلى نيل حبه ووسيلة إلى تحقيق رضاه وحصول غفرانه، إذ باتباع الرسول ﷺ يحصل حب الله تعالى ورضاه ومثوبته، فالخير كل الخير في اتباعه والشر كل الشر في مخالفته والابتعاد عن سنته.
فالاتباع هو دليل المحبة وبرهانها، وبتحققه تكون المحبة التي هي إحدى ثمراته كما قال تعالى: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾، كما أن من ثمراته غفران الذنوب كما جاء في هذه الآية نفسها: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾.
وهذه المنزلة والمكانة لاتباع الرسول ﷺ نابعة من كون هذا الاتباع إنما هو في الحقيقة اتباع الله، إذ الرسول إنما جاء بهذا الدين من عند الله ﷿، فهو شرع الله ودينه الذي أوحاه لرسوله ﷺ ليبلغه للعباد،