للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[د - عصمته من الكبائر التي دون الشرك]

جبل الله نبيه محمدًا على كل خلق فاضل كريم قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ فخلَّقه بأكرم السجايا، وجميل الأخلاق، وحسن الطوية وصفات الخير جميعها، كما نزهه عن كل ما يحط من قدره وينقص من منزلته، قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾، فهو منزه من كل ضلال وغواية، وقد كان من صيانة الله وحفظه له أن حماه من أقذار الجاهلية قبل مبعثه ونزول الوحي إليه، فهو معصوم عن كل ما يحط من قدره ويدق في شخصه ومما ورد في هذا الشأن من الأحاديث ما يلي:

- حديث جابر بن عبد الله : "أن رسول الله كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه (١): يا ابن أخي لو حللت إزارك، فجعلته على منكبك دون الحجارة، قال: فحلَّه على منكبه فسقط مغشيا عليه فما رؤي بعد عريانا " (٢).

- وعن علي بن أبي طالب سمعت رسول الله يقول: "ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يهمُّون به من النساء إلا ليلتين كلتاهما عصمني الله منهما، قلت ليلة لبعض فتيان مكة ونحن في رعاية غنم أهلنا، فقلت لصاحبي: أبصر لي غنمي حتى أدخل مكة فأسمر بها كما يسمر الفتيان، فقال: بلى، فدخلت حتى إذا جئت أول دار مكة


= أبي هريرة كما في المجمع (٩/ ١٧) وقال الهيثمي: إسناده حسن. وانظر: الشفا (٢/ ٨٧٧، ٨٧٨).
(١) العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي: عم الرسول ، ولد قبل الرسول بسنتين يقال إنه أسلم وكتم إسلامه، هاجر إلى المدينة قبل الفتح بقليل، وشهد الفتح وثبت يوم حنين، مات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. الإصابة (٢/ ٢٦٣).
(٢) تقدم تخريجه (ص ١٤٦).

<<  <   >  >>