للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تلك هل وقع فيها سهوًا أم لا" (١).

وهذا كله يؤكد عصمته من الكذب بأي حال من الأحوال.

قال القاضي عياض: "وأما أقواله الدنيوية من إحباره عن أحواله وأحوال غيره وما يفعله أو فعله فقد قدمنا أن الخلف فيها ممتنع عليه في كل حال وعلى أي وجه من عمد أو سهو، أو صحة أو مرض، أو رضا أو غضب وأنه معصوم منه .

هذا فيما طريقه الخبر المحض مما يدخله الصدق والكذب، فأما المعاريض الموهم ظاهرها خلاف باطنها فجائز ورودها منه في الأمور الدنيوية لا سيما لقصد المصلحة كتوريته عن وجه مغازيه لئلا يأخذ العدو حذره.

وكما روي من ممازحته ودعابته لبسط أمته وتطييب قلوب المؤمنين من صحابته، وتأكيدا في تحببهم ومسرة نفوسهم، كقوله: "إني حاملك على ولد الناقة" (٢)، وقوله للمرأة التي سألته عن زوجها: "أهو الذي بعينه بياض" (٣) وهذا كله صدق لأن كل جمل ابن ناقة، وكل إنسان بعينه بياض، وقد قال : "إني أمزح ولا أقول إلا حقا" (٤).


(١) الشفا (٢/ ٧٦٨ - ٧٦٩).
(٢) أخرجه أبو داود في السنن، كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح (٥/ ٢٧٠ - ٢٧١) ح ٤٩٩٨، وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب البر والصلة: باب ما جاء في المزاح (٤/ ٣٥٧) ح ١٩٨٩، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
(٣) عزاه السيوطي إلى ابن أبي الدنيا. انظر: مناهل الصفا (ص ٢٣٣) ح رقم ١٢٧٠.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٣٤٠)، وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب البر والصلة: باب ما جاء في المزاح (٤/ ٣٥٧) وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه الطبراني في الصغير والأوسط والكبير عن ابن عمر كما في المجمع (٨/ ٨٩)، وقال الهيثمي: "وفيه من لم أعرفه" والطبراني في الأوسط عن =

<<  <   >  >>