للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير : "فهذه الآية نص في أنه لا نبي بعده، وإذا كان لا نبي بعده فلا رسول بالطريق الأولى والأحرى، لأن مقام الرسالة أخص من مقام النبوة فكل رسول نبي ولا ينعكس، بذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله من حديث جماعة من الصحابة … إلى أن قال: فمن رحمة الله بالعباد إرسال محمد ، ثم من تشريفه لهم ختم الأنبياء والمرسلين به، وإكمال الدين الحنيف له.

وقد أخبر الله في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل" (١).

وأقوال المفسرين عمومًا متفقة على أن المراد من الآية هو ختم النبوة وأن رسول الله هو آخر الأنبياء مبعثًا، ولم ينقل عن أحد من أهل التفسير خلاف ذلك.

وقد تعرض أهل التفسير للقراءات الواردة في قوله "خاتم" من هذه الآية فذكروا أن فيها قرائتين:

الأولى: قراءة الكسر "خاتِم":

وهي الأشهر عند أهل اللغة والتفسير الذين أجمعوا أن قراءة الكسر هي قراءة الجمهور وعامة قراء الأمصار (٢) وعلى هذه القراءة: ﴿وخاتم النبيين﴾ يكون المعنى أنه: "ختم النبيين" لأنه ختم به النبيون فهو خاتمهم.


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٤٩٤).
(٢) تفسير الطبري (٢٢/ ١٦)، وتفسير البغوي (٦/ ٥٦٥) وتفسير القرطبي (١٤/ ١٩٦).

<<  <   >  >>