للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الأدلة من القرآن الكريم على ختم النبوة]

[أ - آية الختم]

قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾.

والآية نص صريح واضح على ختم النبوة بمحمد وكونه خاتم الأنبياء وآخرهم مبعثًا فلا نبي بعده ولا رسول.

وقد سبق الربط بين دلالة الآية والمعنى اللغوي لكلمة "ختم".

وتتميمًا للفائدة سأعرض بعض ما ذكره علماء التفسير عند تفسير هذه الآية.

قال ابن جرير الطبري : "يقول تعالى ذكره: ما كان أيها الناس محمد أبا زيد بن حارثة (١) ولا أبا أحد من رجالكم، الذين لم يلده محمد، فيحرم عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين الذي ختم النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد من بعده إلى قيام الساعة، وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك ذا علم لا يخفى عليه شيء" (٢).


(١) زيد بن حارثة بن شراحيل الكعبي، تبناه النبي ، وكان يدعى زيد بن محمد حتى نزلت الآية: ﴿ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ﴾، شهد بدرًا وما بعدها واستشهد في غزوة مؤتة. الإصابة (١/ ٥٤٥ - ٥٤٦).
(٢) تفسير الطبري (٢٢/ ١٦).

<<  <   >  >>