للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

علموه من حسن حال الإيمان والعمل الصالح، وقبح حال الكفر والمعاصي.

ولمعرفة نواقض الإيمان به نقول:

لما كان الإيمان به ؛ يعني: تصديقه وتصديق ما جاء به ، والانقياد له، فإن الطعن في أحد هذين الأمرين ينافي الإيمان ويناقضه فالنواقض على هذا الاعتبار يمكن تقسيمها إلى قسمين:

* القسم الأول: الطعن في شخص الرسول .

* القسم الثاني: الطعن فيما أخبر به الرسول مما هو معلوم من الدين بالضرورة، إما بإنكاره أو بانتقاصه.

[القسم الأول: الطعن في شخص الرسول ]

ومما يدخل تحت هذا القسم نسبة أي شيء للرسول مما يتنافى مع اصطفاء الله له لتبليغ دينه إلى عباده، فيكفر كل من طعن في صدق الرسول أو أمانته أو عفته أو صلاح عقله ونحو ذلك.

كما يكفر من سب الرسول ، أو عابه، أو ألحق به نقصا في نفسه أو نسبه أو دينه، أو خصلة من خصاله، أو عرّض به، أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزراء عليه أو التصغير لشأنه أو الغض منه أو العيب له، فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كفرا، وكذلك من لعنه، أو دعا عليه، أو تمنى مضرة له، أو نسب إليه ما لا يليق بمنصبه على طريق الذم، أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهُجر (١) ومنكر من القول وزور، أو عيره بشيء مما جرى من البلاء والمحنة عليه، أو تنقَّصه ببعض العوارض البشرية الجائزة المعهودة لديه" (٢).


(١) الهُجر بالضم: القبيح من الكلام. لسان العرب (٥/ ٢٥٣).
(٢) الشفا للقاضي عياض (٢/ ٩٣٢) بتحقيق علي محمد البجاوي.

<<  <   >  >>