للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالسَّابُّ إن كان مسلمًا فإنه يكفر ويقتل بغير خلاف، وهو مذهب الأئمة الأربعة وغيرهم.

وإن كان ذميا فإنه يقتل أيضا في مذهب مالك (١) وأهل المدينة وهو مذهب أحمد (٢) وفقهاء الحديث وهو المنصوص عن الشافعي (٣) نفسه كما حكاه غير واحد" (٤).

وهذا الحكم على الساب والمستهزئ، يستوي فيه الجاد والهازل بدليل قوله تعالى: ﴿وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾.


(١) مالك بن أنس: إمام دار الهجرة، وأحد أئمة أهل السنة المشهورين، وإليه تنسب المالكية له مؤلفات عدة على رأسها (الموطأ) الكتاب المشهور، ولد بالمدينة، وتوفى بها عام ١٧٩ هـ. الديباج المذهب (١/ ٨٢ - ١٣٥) والبداية (١٠/ ١٧٤).
(٢) أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: الإمام المشهور في الفقه والحديث ونصرة الإسلام، إمام أهل السنة والجماعة أعز الله به السنة وقمع به البدعة وفضائله أكثر من أن تحصر توفي سنة ٢٤١ هـ تاريخ بغداد (٤/ ٤١٢) وطبقات الحنابلة (١/ ٤).
(٣) محمد بن إدريس الشافعي الإمام المشهور أحد الأئمة الأربعة، ولد بغزة بفلسطين ثم سافرت به أمه إلى مكة، كان ذكيا فطنا برع في الأدب واللغة ثم أقبل على الحديث والفقه وله مصنفات عدة من أشهرها: الأم والرسالة، توفي بمصر سنة ٢٠٤ هـ. تاريخ بغداد (٢/ ٥٦) والتذكرة (٣٦٧).
(٤) الصارم المسلول على شاتم الرسول، لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٤ و ٨) بتصرف.
وقد تعرض شيخ الإسلام لهذه المسائل مفصلة في هذا الكتاب فمن أراد الاستزادة فليرجع إليه.

<<  <   >  >>