للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، (فالسب المقصود بطريق الأولى)، وقد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله جادا أو هازلا فقد كفر.

وقد رُوي عن رجال من أهل العلم منهم ابن عمر (١) ومحمد بن كعب (٢) وزيد بن أسلم (٣) وقتادة - دخل حديث بعضهم في بعض - أنه قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: "ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله وأصحابه القراء، فقال له عوف بن مالك (٤): كذبت ولكنك رجل منافق، لأخبرن رسول الله ، فذهب عوف إلى رسول الله ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله إنما كنا نلعب ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق.


(١) عبد الله بن عمر بن الخطاب: ولد بعد البعثة بثلاث سنوات وهاجر وهو ابن عشر سنين، وقد كان من أشد الصحابة تتبعا للسنة ومن أكثرهم عبادة مع زهد وورع توفي عام ٨٤ هـ.
الإصابة (٢/ ٣٣٨ - ٣٤١) رقم ٤٨٣٤.
(٢) هو محمد بن كعب بن سليم القرظي المدني، كان أبوه من سبي قريظة، ثقة، عالم، ولد سنة أربعين على الصحيح، ومات سنة ١٢٠ هـ وقيل غير ذلك. وقال عنه ابن حبان: كان من أفاضل أهل المدينة علما وفقها. تهذيب التهذيب (٩/ ٤٢٠، ٤٢٢).
(٣) زيد بن أسلم المدني الفقيه: كان عالمًا بالتفسير وكان له حلقة بالمسجد النبوي توفي عام ١٣٦ هـ تهذيب التهذيب (٣/ ٣٩٥).
(٤) عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي الغطفاني: صحابي جليل، شهد مؤتة، وشهد الفتح وكانت معه راية قومه يومئذ وشهد فتح الشام، توفي سنة ثلاث وسبعين بالشام.
تهذيب التهذيب (٨/ ١٦٨)، والبداية (٨/ ٣٤٦).

<<  <   >  >>