للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذه الحادثة تمثل مدى تمسك خليفة رسول الله بما كان عليه الرسول ، وحرصه على تطبيق شرعه في وقت ارتد فيه أكثر العرب في جزيرة العرب، ولم يبق على الإسلام سوى أهل المدينة ومكة والطائف، ولقد تابع الصحابة أبا بكر في موقفه ذلك فقاتلوا أهل الردة بما فيهم مانعي الزكاة، فكان موقفهم ذلك أوضح دليل على تعظيم السنة ووجوب العمل بها.

وقد جاءت الجدة إلى الصديق تسأله عن ميراثها فقال لها: ليس لك في كتاب الله شيء، ولا أعلم أن رسول الله قضى لك بشيء وسأسأل الناس. ثم سأل من الصحابة فشهد عنده بعضهم بأن النبي أعطى الجدة السدس فقضى لها بذلك (١).

وفي هذا دليل على: تمسك الصديق بسنة المصطفى والعمل بها، وقال : "لست تاركًا شيئًا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، إني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ" (٢).

وعن ابن سيرين (٣) قال: "لم يكن أحد أهيب بما لا يعلم من أبي


(١) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الفرائض، باب ميراث الجدة (ص ٣٤٦) رقم (١٠٨٧)؛ وأخرجه أبو داود في السنن، كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة (٣/ ٣١٦، ٣١٧) (ح ٢٨٩٤)؛ وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الجدة (٤/ ٤١٩، ٤٢٠) (ح ٢١٠٠، ٢١٠١)؛ وأخرجه ابن ماجه في السنن، أبواب الفرائض، باب ميراث الجدة (٢/ ١٢٠) (ح ٢٧٥٦).
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فرض الخمس، باب فرض الخمس فتح الباري (٦/ ١٩٧) (ح ٣٠٩٣)؛ وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب قول النبي : "لا نورث وما تركنا صدقة" (٥/ ١٥٥).
(٣) محمد بن سيرين الأنصاري: مولاهم، مولى أنس بن مالك، تابعي جليل كان إمام وقته، مات سنة (١١٠ هـ)، تهذيب التهذيب (٩/ ٢١٤، ٢١٧).

<<  <   >  >>