للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - وتارة يقولون: الإيمان: قول اللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية (١).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢) بعد أن أورد التعريفات الثلاثة الأول: "وكل هذا صحيح" (٣) وعلل ذلك بقوله (٤):

"فمن قال: إن الإيمان قول وعمل، فمرداه قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح".

وقول اللسان وعمل الجوارح معروفان.

وأما المقصود من قول القلب: فهو إقراره ومعرفته وتصديقه.

وأما عمله: فهو انقياده لما صدق به.

ومن عبَّر عن الإيمان بهذا التعريف ليس مراده كل قول أو عمل، وإنما المراد ما كان مشروعًا من الأقوال والأعمال.

كما أن تعبير بعض السلف بهذه العبارة في تعريف الإيمان إنما جاء في معرض الرد على المرجئة (٥) الذين جعلوه قولًا فقط، فقال بعض


(١) مجموع الفتاوى (٧/ ٦٤٢).
(٢) هو شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن تيمية النميري، الحرّاني الدمشقي، ولد سنة إحدى وستين وستمائة (٦٦١ هـ) بحران، وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة (٧٢٨ هـ) بدمشق، اشتهر بالعلم والزهد والورع والعبادة والجهاد والدفاع عن عقيدة السلف وقد ألف في سيرته المؤلفات الكثيرة.
انظر كتاب: الشهادة الزكية في ثناء الأئمة على ابن تيمية، تأليف مرعي بن يوسف الحنبلي.
(٣) كتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ١٦٢).
(٤) كلام شيخ الإسلام نقلته بتصرف من كتابه الايمان (ص ١٦٢ - ١٦٣).
(٥) المرجئة: هم الذين أرجؤوا العمل عن مسمى الإيمان، وهم خمس طوائف سيأتي ذكرهم.

<<  <   >  >>