للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهداك إليها (١) كما في قوله تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾.

فلقد أورد العلماء عددًا من المعاني لهذه الآية منها ما هو معنوي ومنها ما هو حسي، وهي معان كلها حسان (٢).

ج - ومن النصوص كذلك قوله تعالى ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (٣)﴾.

فليس المقصود بالغفلة هنا الشرك والغواية إنما المقصود منها الغفلة عن قصة يوسف مع الله وإخوته كما يوضح ذلك سياق الآية. فهذه القصة وأمثالها لا تعلم إلا من الوحي فلهذا لا يلحقه نقص بسببها.

وهذا هو ما ذكره علماء التفسير عند هذه الآية.

قال القرطبي: "أي من الغافلين عما عرَّفناكه" (٣). وقال الشوكاني: "والمعنى أنك من قبل إيحائنا إليك من الغافلين عن هذه القصة" (٤).

د - ومن تلك النصوص ما رواه عثمان بن أبي شيبة (٥) بسنده عن جابر بن عبد الله : "أن النبي قد كان يشهد مع المشركين مشاهدهم، فسمع ملكين من خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلفه، فقال الآخر: كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام


(١) انظر: تفسير القرطبي (٢٠/ ٩٧) وفتح القدير (٥/ ٤٥٨).
(٢) انظر: تفسير القرطبي (٢٠/ ٩٧) بتصرف.
(٣) تفسير القرطبي (٩/ ١٢٠).
(٤) المصدر السابق (٣/ ٤).
(٥) هو: عثمان بن محمد بن أبي شيبة الكوفي العبسي، من حفاظ الحديث، وله من المصنفات: "المسند"، و"التفسير"، ولد سنة ١٥٦ هـ وتوفي سنة ٢٣٩ هـ. تاريخ بغداد (١١/ ٣٨٢).

<<  <   >  >>