للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والباطنية (١) ومن تدبر تلك التأويلات تبين له فسادها، وعرف أنها من باب تحريف الكلم عن مواضعه (٢).

وأما من نفى عنه العصمة من الذنوب وأجاز عليه الإقدام على الكبائر والصغائر وهم الكرَّامية (٣) والأزارقة (٤) والفضيلية (٥) وغيرهم (٦) فهؤلاء قوم فرطوا في حق النبي ، فذكروا عنه ما دل القرآن والسنة على براءته منه، وأضافوا إليه ذنوبا نزهه الله منها فقولهم هذا مخالف للقرآن والسنة وواضح البطلان.

* * *


(١) عبارة تطلق على عدة فرقٍ من أشهرها: الإسماعيلية، القرامطة، والنصيرية، وهم الذين يجعلون لكل ظاهر من الكتاب باطنًا. ولكل تنزيل تأويلا. الملل والنحل (١/ ٤٢٦ - ٤٤٧) والفَرْق بين الفِرَق (ص ١٦٩).
(٢) مجموع الفتاوى (١٠/ ٣١١ - ٣١٤) بتصرف.
(٣) أتباع محمد بن كرَّام السجستاني المتوفى سنة ٢٥٥ هـ، لهم عدد من المخالفات في مسائل العقيدة، منها: التشبيه في الصفات، والإرجاء في الإيمان. الملل والنحل (١/ ١٨٠، ١٩٣)، والفرق بين الفرق (٣٠، ١٣٧).
(٤) إحدى فرق الخوارج، وهم أتباع نافع بن الأزرق، كانت أكثر فرق الخوارج عددا وأشدهم شوكة. الفَرْق بين الفِرَق (ص ٨٣).
(٥) من الخوارج، ذكرهم الأشعري في المقالات (ص ١١٨).
(٦) الفصل (٤/ ٢)، وعصمة الأنبياء للرازي (ص ١٨)، والإحكام في أصول الأحكام للآمدي (١/ ١٢٨).

<<  <   >  >>