للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابن حبان (١): "طاعة الرسول هي الانقياد لسنته، مع رفض كل من قال شيئًا في دين الله ﷿ بخلاف سنته، دون الاحتيال في دفع السنن بالتأويلات المضمحلة والمخترعات الداحضة … " (٢).

وهذه الأحاديث الثلاثة تؤكد وجوب طاعة الرسول وامتثال ما جاء به، وذلك بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.

وتؤكد كذلك على أن هذه الطاعة هي مفتاح الجنة وسبيل النجاة الوحيد التي متى ما سلكها الإنسان فاز برضى الله وجنته ونجى من سخطه وعذابه.

فعلى المسلم أن يسلك هذه الطريق - أي: طاعة النبي وألا يحيد عنها يمينًا أو شمالًا، فهذه الطاعة هي صراط الله المستقيم الذي أمر الله باتباعه لقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٥٣)[الأنعام].

وعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره، ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون، ومن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" (٣)


= الحاكم في المستدرك (٤/ ٢٤٧) وقال: صحيح على شرطهما ووافقه الذهبي
(١) محمد بن حبان بن أحمد التميمي، أبو حاتم البستي: الإمام الحافظ الثبت الحجة، كان من أوعية العلم، ولد سنة (٢٧٠ هـ)، وتوفي سنة (٣٥٤ هـ). ميزان الاعتدال (٣/ ٥٠٦).
(٢) صحيح ابن حبان (١/ ١٥٣)
(٣) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان (١/ ٥٠، ٥١)

<<  <   >  >>