للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (٤)(النجم). وقال : "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه" (١)، وبناء على ذلك فإن القرآن والسنة هما المنهلان العظيمان اللذان تستقي منهما الأمة المسلمة عقيدتها وشريعتها وكل ما فيه صلاح شؤونها في دنياها وآخرتها، وهما المنهاج والنبراس الذي سار عليه السلف من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم، في طاعتهم واتباعهم للنبي ، وذلك لاعتقادهم أن النبي قد جاء بهذين الأصلين وحيًا من عند الله ﷿، كما أنه أمر باتباعهما والأخذ بما فيهما اعتقادًا وقولًا وعملًا.

قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر: ٧]، فهم من هذا المنطلق التزموا وتمسكوا بالقرآن والسنة وتلقوهما بالقبول والتسليم والإيمان والتعظيم، فأحلوا حلالهما وحرموا حرامهما، واتخذوا منهما منهجًا لجميع شؤونهم وأحوالهم يرجعون إليه امتثالًا لنداء الله حيث قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (٥٩)[النساء].

قال ابن القيم: "إن الناس أجمعوا أن الرد إلى الله سبحانه هو الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرد إليه نفسه في حياته وإلى سنته بعد وفاته" (٢).

ومن هذين الأصلين - الكتاب والسنة - استقى السلف المسلك القويم والمنهج السليم الذي ساروا عليه في طاعتهم واتباعهم لرسولهم ونبيهم محمد ، وهذا المنهج يمكن تلخيصه في النقاط الرئيسية التالية:


(١) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب السنة، باب في لزوم السنة (٥/ ١٠) (ح ٤٦٠٤)؛ وأخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/ ٢٤٣).
(٢) إعلام الموقعين (١/ ٤٩، ٥٥).

<<  <   >  >>