للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالإيمان في هذا الحديث شمل جميع أمور الدين بما في ذلك أمور الإسلام. ومن هذا الاستعمال أيضا ما جاء في حديث عبد الله بن عباس (١) : أن وفد عبد القيس (٢) لما أتوا النبي أمرهم بأربع ونهاهم عن أربع: "أمرهم بالإيمان بالله وحده، قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟، قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تعطوا من المغنم خمس … " الحديث (٣).

فلفظ الإيمان استعمل في الحديث مطلقًا فدخل فيه الأمور الظاهرة مع أنها من أمور الإسلام كما جاء في حديث جبريل المشهور.

وأما إذا استعمل اسم الإيمان مقيدا كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ [البقرة: ٢٧٧]، وقوله ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس].

وقول النبي في حديث جبريل المشهور: "الإيمان أن تؤمن بالله


(١) عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي - ابن عم رسول الله ولد قبل الهجرة بثلاث سنوات في الشعب أثناء الحصار، وكان ترجمان القرآن وحبر الأمة لعلمه وفهمه، توفي سنة ٨٤ هـ.
الإصابة (٦/ ١٦٧ - ١٧٣).
(٢) هي قبيلة كبيرة كانوا يسكنون البحرين ينسبون إلى عبد القيس بن أفْصى - بسكون الفاء بعدها مهملة بوزن أعمى - ابن دُعمِيّ - بضم ثم سكون المهملة وكسر الميم بعدها تحتانية ثقيلة - ابن جَديلة - بالجيم وزن كبيرة - ابن أسد بن ربيعة بن نزار. انظر: فتح الباري (٨/ ٨٥).
(٣) أخرجه البخارى في صحيحه واللفظ له: كتاب الإيمان، باب أداء الخمس من الإيمان. انظر: فتح الباري (١/ ١٢٩) ح ٥٣، وأخرجه مسلم في صحيحه: كتاب الإيمان، باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه (١/ ٣٥ - ٣٦).

<<  <   >  >>