للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما النبوة في اصطلاح الشرع: "فهي خبر خاص يكرم الله ﷿ به أحدًا من عباده فيميزه عن غيره بإيحائه إليه ويوقفه به على شريعته بما فيها من أمر ونهي ووعظ وإرشاد ووعد ووعيد" (١).

أما النبي فقد اختلف العلماء في تعريفه:

- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه بشرع (٢) ليعمل به ولم يؤمر بتبليغه.

- فمنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله (٣).

- ومنهم من قال: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين (٤).

وهذا هو الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، ولعله هو أرجح الأقوال وأسلمها من الاعتراض فقد اعترض على القول الأول بأنه غير صحيح لأن قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ﴾ يدل على أن كلا منهما مرسل وأنهما مع ذلك بينهما تغاير (٥) وكذلك مما يؤكد كون الأنبياء مأمورين بتبليغ قومهم ما أوحي إليهم والحكم بينهم بذلك ما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي قال: "كانت بنوا إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي


(١) شعب الإيمان للبيهقي، الباب الثاني من شعب الإيمان (ص ٢٧٥) رسالة ماجستير في الجامعة الإسلامية بتحقيق فالح بن ثاني.
(٢) المصدر السابق (ص ٢٧٥)، وشرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٧).
(٣) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، للشيخ محمد الأمين الشنقيطي (٥/ ٧٣٥).
(٤) كتاب النبوات لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص ٢٥٥).
(٥) أضواء البيان (٥/ ٧٣٥).

<<  <   >  >>