كان كافرًا؛ لأن المعاريض لا سلطان للإكراه عليها، مثاله: أن يقال له: اكفر بالله، فيقول: باللاهي.
كذلك غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما طلبت منه قريش رد عبدين كانا أسلما، وأتيا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل صلح الحديبية.
عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: خرج عبدان إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الحديبية، قبل الصلح، فكتب إليه مواليهم، قالوا: يا محمد، والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك، وإنما خرجوا هربًا من الرقّ، فقال ناس: صدقوا يا رسول الله، ردّهم إليهم، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:((ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا، وأبَى أن يردّهم وقال: هم عتقاء الله عز وجل)).
كذلك غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما سُئل عن أشياء كرهها:
عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج حين زاغت الشمس، فصلّى لهم صلاة الظهر، فلما سلّم قام على المنبر، فذكر الساعة، وذكر أنّ قبلها أمورًا عظامًا، ثم قال: من أحب أن يسألني عن شيء فليسألني عنه، فوالله لا تسألونني عن شيء إلّا أخبرتكم به ما دمت في مقامي هذا، قال أنس بن مالك -رضي الله عنه: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من رسول الله -صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقول: سلوني، فقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي يا رسول الله، قال: أبوك حذافة، فلمّا أكثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أن يقول: سلوني، برك عمر -رضي الله عنه- فقال: رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، قال: فسكت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال عمر ذلك، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أولى والذي نفس محمد بيده، لقد عرضت عليّ الجنة والنار آنفًا في عرض هذا الحائط، فلم أرَ كاليوم في الخير والشر.