قال ابن شهاب: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتيبة بن عتبة قال: قالت أم عبد الله بن حذافة لعبد الله بن حذافة: ما سمعت بابن قط أعق منك، أأمنت أن تكون أمك قد قارفت بعض ما تقارف نساء أهل الجاهلية، فتفضحها على أعين الناس، قال عبد الله بن حذافة: والله لو ألحقني بعبد أسود للحقته.
كذلك غضب النبي -صلى الله عليه وسلم- عند اعتزاله لنسائه:
عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: حدثني عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: ((لما اعتزل نبي الله نساءه قال: دخلت المسجد، فإذا الناس ينكتون بالحصى، ويقولون: طلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نساءه، وذلك قبل أن يؤمرنَ بالحجاب، فقال عمر: فقلت: لأعلمنّ ذلك اليوم، قال: فدخلت على عائشة، فقلت: يا بنت أبي بكر، أقد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله، فقالت: ما لي ومالك يابن الخطاب، عليك بعيبتك، قال: فدخلت على حفصة بنت عمر، فقلت لها: يا حفصة قد بلغ من شأنك أن تؤذي رسول الله، والله لقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يحبك، ولولا أنا لطلقك رسول الله، فبكت أشد البكاء، فقلت لها: أين رسول الله؟ قالت: هو في خزانته في المشربة، فدخلت، فإذا أنا برباح غلام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدًا على أسقف المشرُبة، مدل رجليه على نقير من خشب، وهو جذع يرقى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وينحدر، فناديت: يا رباح استأذن لي عندك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئًا، ثم قلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إلي فلم يقل شيئًا، ثم رفعت صوتي فقلت: يا رباح، استأذن لي عندك على رسول الله، فإنّي أظن أن رسول الله ظنّ أني جئت من أجل حفصة، والله لئن أمرني رسول الله بضرب عنقها لأضربنَّ عنقها، ورفعت صوتي، فأومأ إلي أن: ارقه، فدخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على حصير، فجلست فأدنى عليه