للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

((دعوة المظلوم -وإن كان كافرًا- ليس دونها حجاب)) قال -صلى الله عليه وسلم-: ((دعوة المظلوم ليس دونها حجاب)).

شهادة التاريخ:

وقد حفل الواقع التاريخي للأمة الإسلامية في مختلف عصورها وشتى أقدارها بأروع مظاهر التسامح الذي لا يزال الناس يتطلعون إليه إلى اليوم في معظم بقاع الأرض؛ فلا يجدونه، وهذه معاملة المسلمين في العصرين الأموي والعباسي لغير المسلمين من أهل الذمة:

أما في العصر الأموي؛ فأكتفي بنقل هذه السطور من كتاب (قصة الحضارة) لـ"وول ديورانت" يقول: لقد كان أهل الذمة المسيحيون الزرادشتيون واليهود والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح لا نجد لها نظيرًا في البلاد المسيحية في هذه الأيام؛ فلقد كانوا أحرارًا في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم، ولم يفرض عليهم أكثر من ارتداء زي ذي لون خاص وأداء ضريبة عن كل شخص، تختلف باختلاف دخله وتتراوح بين دينار وأربعة دنانير.

ولم تكن هذه الضريبة تفرض إلا على غير المسلمين القادرين على حمل السلاح، ويعفى منها الرهبان والنساء والذكور الذين هم دون البلوغ والأرقاء والشيوخ والعجزة والعمى الشديد والفقر، وكان الذميون يعفون في نظير ذلك من الخدمة العسكرية، أو إن شئت فقل: لا يُقبلون فيها، ولا تفرض عليهم الزكاة البالغ قدرها: ٢.٥% المائة من الدخل السنوي.

وكان لهم على الحكومة أن تحميهم، ولم تكن تقبل شهادتهم في المحاكم الإسلامية؛ ولكنهم كانوا يتمتعون بحكم ذاتي يخضعون فيه لزعمائهم وقضاتهم وقوانينهم.

<<  <   >  >>