للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول بعد الجمعة: اللهم يا غني يا حميد يا مبدئ يا معيد، يا رحيم يا ودود، أغنني بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك. يقال: من داوم على هذا الدعاء أغناه الله -سبحانه وتعالى- عن خلقه ورزَقه من حيث لا يحتسب، ثم يصلي بعد الجمعة ست ركعات، فقد روى ابن عمر -رضي الله عنهما ((أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي بعد الجمعة ركعتين)) وروى أبو هريرة أربعًا، وروى علي وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- ستًّا، والكل صحيح في أحوال مختلفة، والأكمل أفضل.

العاشر: أن يلازم المسجد حتى يصلي العصر، فإن أقام إلى المغرب فهو الأفضل، يقال: من صلى العصر في الجامع كان له ثواب الحج، ومن صلى المغرب فله ثواب حجة وعمرة، ولا ينبغي أن يتكلم في الجامع وغيره من المساجد بحديث الدنيا. قال -صلى الله عليه وسلم-: ((يأتي على الناس زمان يكون حديثهم في مساجدهم أمر دنياهم، ليس لله تعالى فيهم حاجة، فلا تجالسوهم)).

كذلك يستحب الإكثار في يومها وليلتها من قراءة القرآن والذكر والدعاء؛ لحديث أبي أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ حم، الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بيتًا في الجنة" أخرجه الطبراني في (الكبير). وحديث ابن عباس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ السورة التي يُذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تغيب الشمس". وحديث أبي سعيد الخدري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)) أخرجه النسائي وكذا البيهقي والحاكم مرفوعًا وموقوفًا وقال: "هذا صحيح الإسناد".

فيسن قراءة ما ذُكر كله أو بعضه ليلة الجمعة ويومها، لا على وجه يشوش على مصل أو نائم، أما رفع الصوت بالقراءة في المسجد فمكروه أو حرام، وقال

<<  <   >  >>