للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: القداسة ليست في الحقيقة في تشييد البنيان وزخرفته وكثرة الإنفاق عليه -كما يظن الجهلاء-: إن القداسة مهابة وتعظيم للبيت يلقيها الله -تبارك وتعالى- في قلوب الناس على ما شاء من الأزمنة والأمكنة والأشخاص، ولقد كانت كنيسة القُليس التي بناها أبرهة الحبشي في بنيانها وزخرفتها وحداثتها وجمالها لا تُضاهَى؛ ومع هذا لم يضع الله لها أي هيبة أو قداسة في نفوس الناس، وظلت الهيبة والقداسة لبنيان الكعبة.

رابعًا: الناس لا يكرهون على الأمور القلبية: لقد أراد أبرهة أن ينفر الناس من الكعبة وتعظيمها ويصرف قلوبهم إلى كنيسة القليس، وهذا أمر قلبي، والله مقلب القلوب ومثبتها على الحق والصدق.

خامسًا: التضحية بالأنفس من أجل المقدسات: لقد هب الناس في وجه أبرهة وجيش أبرهة يريدون منعه من ارتكاب جريمته الحمقاء: وهي تدميره بيت الله الحرام، لقد بذل هؤلاء دماءهم دفاعًا عن مقدساتهم.

سادسًا: خونة الأمة وخاذلوها يخذلهم الله، وخونة الحق وخاذلو أهله يخذلهم: وهؤلاء العملاء الخونة الذين تعاونوا مع أبرهة وأصبحوا عيونًا له وجواسيس وأدلاء يدلون على طريق المسجد الحرام ليهدمه لعنوا في الدنيا والآخرة؛ لعنهم الناس، ولعنهم الله.

سابعًا: طبيعة المعركة حرب بين الله وبين الكفار: لقد صور حقيقة المعركة عبد المطلب زعيم مكة أدق تصوير حين أعلن الكعبة بيت الله وأبرهة يريد هدم بيت الله، والله -عز وجل- سيحمي بيته، إن للبيت ربًّا يحميه.

ثامنًا: المشركون قبل الإسلام وفي الجاهلية كانوا يؤمنون بالله، وبقدرته؛ ولكنهم كانوا يشركون معه غيره؛ فكانوا كفارًا بذلك: لقد تعلق عبد المطلب بأستار الكعبة

<<  <   >  >>