للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشرية الرسول -صلى الله عليه وسلم:

إن الرسول بشر يتصل بالله وبالناس، ولا بد له أن يتصف بصفات ذاتية، ترتقي به إلى درجة الكمال البشري، والسمو الروحي؛ ليسهل عليه الاتصال بالملأ الأعلى بجانبه الروحي، والتعامل مع الناس بجانبه في توازن وانسجام، وقد بدأت نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- بأوليات الوحي، كما أرادها الله تعالى، ولم يكلف بالرسالة إلا بعد أن أصبح مؤهلًا لها مستعدًا للقيام بواجبها.

وقد كان -صلى الله عليه وسلم- في مرحلة النبوة يخاف من الوحي يأتيه بإحدى صوره، ولذلك كان يأتي لخديجة شاكيًا ويقول لها: ((خشيت على نفسي)). ويصف الرجل الذي يظهر أمامه ويقول: سطا عليَّ الرجل، وكان يجري منه محاولًا الهرب من أمامه.

أما في مرحلة الرسالة؛ فكان يأنس بالوحي ويتعجله، ويخاف أن يتركه ولا يأتيه، وقد ذكر ابن كثير أن بدْأ الوحي بصورة التدرج يهدئ القلب ويطمئن النفس.

ومن صور الوحي في بدايته ما يلي:

١ - الرؤيا الصادقة:

إذا نام الإنسان انقطع عن عالم الناس، وعاش مع باطنه وإدراكاته اللاشعورية، وخلال النوم تهيم نفس النائم في رؤى، تتضمن أفكارًا وأحداثًا، لا يمكن له أن يتصور حدوثها في حالة اليقظة، ولذا كانت الرؤى المنامية تدريبًا للإنسان وهو في عالم اللاشعور، على ما سوف يراه في عالم الإدراك والشعور.

إن هذه المقدمة باب لأهمية الرؤى، وإبراز لدورها في تهيئة الإنسان لأحداث عالم اليقظة، وبخاصة إذا كانت الأحداث غريبة مدهشة.

<<  <   >  >>