مكانه، ووضع الضلعين، ثم ارتفعا ورفعا سلمهما، فإذا السقف كما هو، فذكر ذلك لخديجة بنت خويلد، فقالت له: أبشر؛ فإن الله لا يصنع بك إلا خيرًا، هذا خير فأبشر".
وهكذا تعددت الرؤى، وركزت على قضية إعلام الرسول بنبوته وتطهيره، وإعلامه ما ينتظره من أحوال وأعمال، حتى لا يفجأه الملك في صورته الحقيقية فيصاب بالخوف والاضطراب.
٢ - نداءات الملائكة:
من صور الوحي الذي بدأ برسول الله -صلى الله عليه وسلم- نداء الملائكة عليه، وإعلامهم إياه بنبوته، وهو لا يعرف المنادي ولا يمكنه تحديد مصدر النداء.
من ذلك ما رواه ابن كثير بسنده أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لخديجة:((إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء، وقد خشيت والله أن يكون لهذا أمر. قالت: معاذ الله، ما كان الله ليفعل ذلك بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث، فلما دخل أبو بكر قالت له خديجة: يا عتيق اذهب مع محمد إلى ورقة، فلما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ أبو بكر بيده فقال: انطلق بنا إلى ورقة قال: ومن أخبرك؟ قال: خديجة، فانطلقا إليه وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- له: إني إذا خلوت وحدي سمعت نداء خلفي: يا محمد يا محمد، فأنطلق هاربًا في الأرض، فقال له: لا تفعل، إذا أتاك فاثبت حتى تسمع ما يقول لك، ثم ائتني فأخبرني، فلما خلا ناداه: يا محمد قل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، حتى بلغ: ولا الضالين، قل: لا إله إلا الله، فأتى محمد ورقة فذكر له ذلك، فقال ورقة: أبشر ثم أبشر، فأنا أشهد أنك الذي بشر بك ابن مريم، وأنك على مثل ناموس موسى، وإنك نبي مرسل)).