هارون أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، فلم يزالا عنده حتى ارتفع النهار، فقال لهما يزيد: قد تعالى النهار، فانصرفا، ودخل يزيد منزله، قال: فمضيا، فلقيهما لاق، فقال: مات علي بن عاصم، قال: فقال أحمد: ارجع بنا حتى نعزي أبا خالد، قال: فرجعنا، فدق أحمد الباب، قال: من هذا؟ قال: أحمد ويحيى قال: فقال ألم أقل لكما قد ارتفع النهار، فانصرفا، قال: فقال أحمد يا أبا خالد أعظم الله أجرك في علي، قال: فقال: ادخلوا، فقال لهما: مات علي بن عاصم؟ قالا: نعم، قال: إنا لله وانا إليه راجعون، ثم بقي باكيًا ساعة، ثم قال: يرحمك الله يا أبا الحسن ما علمتك إلا العفيف المسلم، ولقد تورعت عما دخلنا فيه من إتياننا هؤلاء السلاطين، ولقد كنا نكرم بك عند المحدثين ويحدثونا، فرحمك الله فإن مصيبتك عظيمة، أو كما قال، فقال له يحيى: يا أبا خالد إلا إنه تلاج في تلك الأحاديث التي غلط فيها، قال: فغضب يزيد، ثم قال: ويحك يا يحيى، أتقول إن عليا أقام عليها، وهو يعلم أنها عنده خطأ؟ والله لئن قلت ذاك لقد أثمت، أو كما قال، تتوهم على علي أنه كان يقيم على ذلك؟! ويحك يا يحيى لا يكون خصمك يوم القيامة، قال: فقال له أحمد: يا أبا خالد، قد والله نهيته عن ذلك، فأبى علي، وقلت له: هات ما أخطأ علي ومات عليه، وما أخطأ شريك ومات عليه، فإن لم يكن خطأ شريك أكثر من خطئه وقد نصحته، وأرجو أن يقبل منك، فقال يزيد: اتق الله ولا تلق الله بما تقول فيه. «تاريخ بغداد» ١١/٤٥٧
• وقال محمود بن غيلان: أسقطه أحمد وابن معين وأبو خيثمة، ثم قال لي عبد الله بن أحمد: إن أباه أمره أن يدور على كل من نهاه عن الكتابة عن علي بن عاصم فيأمره أن يحدث عنه. «تهذيب التهذيب» ٧/ (٥٧١) .