إنما هو: كلوه إلى عالمه، قلت لأبي عبد الله: إن عباسًا العنبري قال: لما حدث به بالعسكر، قلت لعلي بن المديني: إنهم قد أنكروه عليك؟ فقال: حدثتكم به بالبصرة، وذكر أن الوليد أخطأ فيه، فغضب أبو عبد الله وقال: فنعم قد علم، يعني علي بن المديني، أن الوليد أخطأ فيه، فلم أراد أن يحدثهم به؟ يعطيهم الخطأ؟ وكذبه أبو عبد الله.
قال أبو بكر: وسمعت رجلاً من أهل العسكر يقول لأبي عبد الله: علي بن المديني يقرئك السلام، فسكت.
وقال أبو بكر: قلت لأبي عبد الله: قال لي عباس العنبري: قال علي بن المديني وذكر رجلاً فتكلم فيه، فقلت له: إنهم لا يقبلون منك، إنما يقبلون من أحمد بن حنبل قال: قوي أحمد على السوط وأنا لا أقوى. «تاريخ بغداد» ١١/٤٦٩.
• وقال الحسين بن محمد بن فهم: حدثني أبي. قال: قال ابن أبي دؤاد للمعتصم: يا أمير المؤمنين هذا يزعم، يعني أحمد بن حنبل، أن الله تعالى يرى في الآخرة، والعين لا تقع إلا على محدود، والله تعالى لا يحد، فقال له المعتصم: ما عندك في هذا؟ فقال: يا أمير المؤمنين عندي ما قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: وما قال عليه السلام؟ قال: حدثني محمد بن جعفر غندر، حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في ليلة أربع عشرة من الشهر، فنظر إلى البدر، فقال: أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا البدر، لا تضامون في رؤيته، فقال لاحمد بن أبى دؤاد: ما عندك فى هذا؟ قال: أنظر فى إسناد هذا الحديث، وكان هذا فى أول يوم ثم انصرف، فوجه ابن أبى دؤاد إلى علي بن المديني، وهو ببغداد مملق ما يقدر على درهم، فأحضره فما كلمه بشيء حتى وصله بعشرة آلاف درهم، وقال له: هذه وصلك بها أمير المؤمنين، وأمر أن يدفع إليه جمع ما استحق من أرزاقه، وكان له رزق سنتين، ثم قال له: يا أبا الحسن حديث جرير بن عبد الله في الرؤية ما هو؟ قال: صحيح، قال: فهل عندك فيه شيء؟ قال: يعفيني القاضي من هذا، فقال: يا أبا الحسن هذه حاجة الدهر، ثم أمر له بثياب وطيب ومركب بسرجه ولجامه، ولم يزل حتى قال له: في هذا الإسناد من لا يعمل عليه، ولا على ما يرويه، وهو قيس بن أبي حازم، إنما كان أعرابيًا بؤالاً على عقبيه، فقبل ابن أبي دؤاد ابن المديني، واعتنقه، فلما كان الغد، وحضروا، قال ابن أبي دؤاد: يا أمير المؤمنين يحتج في الرؤية بحديث جرير، وإنما رواه عنه قيس بن أبي حازم، وهو أعرابي بوال على عقبيه، قال: فقال أحمد