للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بذلك بحمد الله ولطفه طوائف من الخواص العباد، إلى انقضاء الدنيا، وإقبال المعاد، وإن قلوا وقربوا من النفاد.

واعلم أن علم الحديث من أفضل (أ) العلوم وأولاها بالاعتناء وأحق ما شمر (١) فيه المبرزون ومحققوا العلماء إذ هو أكثر العلوم تولجًا (٢)، في فنونها، لا سيما الفقه الذي هو إنسان عيونها ولذلك كثر غلط العاطلين (٣) منه من مصنفي الفقهاء وظهر الخلل في كلام المخلين (٤) به من العلماء، ولقد كان شأن الحديث فيما مضى عظيمًا وأمره مفخمًا جسيمًا. عظيمة جموع (٥) طلبته، رفيعة مقادير حفاظه وحملته، فذهب في هذه الأزمان المعظم من ذلك، ولم يبق إلا آثار مما كان هنالك، والله المستعان وعليه التكلان (٦).

وهذا كتاب اختصر فيه إن شاء الله الكريم الرؤوف الرحيم - معرفة علوم الحديث للشيخ الإِمام الحافظ الضابط البارع المتقن المحقق بقية


(أ) على هامش (ت): نعم أفضلها الإِيمان والعلم مع العمل.
(١) أي مضى فيه المبرزون. القاموس ٢/ ٦٣، مادة (ش م ر).
(٢) أي دخولًا فيها. القاموس ١/ ٢١١، مادة (ول ج)؛ والنكت لابن حجر ١/ ٧.
(٣) العاطل ضد الحالي، يقال: عطلت المرأة وتعطلت، إذا لم يكن عليها حلى، والمراد به هنا عدم المعرفة بهذا العلم. القاموس ٤/ ١٧؛ والصحاح ٥/ ١٧٦٧، مادة عطل. والنكت ١/ ٩.
(٤) أي التاركين له، من أخل الرجل بمركزه إذا تركه. القاموس ٣/ ٣٧٠؛ والصحاح ٤/ ١٦٨٩، مادة خلل.
(٥) واحدها الجمع وهو اسم لجماعة الناس. القاموس ٣/ ١٤؛ والصحاح ٣/ ١١٩٨، مادة جمع.
(٦) التكلان، هو اسم من التوكل. والمراد إظهار العجز والاعتماد على الله. القاموس ٤/ ٦٦؛ والصحاح ٥/ ١٨٤٥، مادة وكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>