= قال السخاوي: لعل ابن الصلاح اختار حسم المادة لئلا يتطرق إليه بعض المتشبهين ممن يزاحم في الوثوب على الكتب التي لا يهتدي للكشف منها والوظائف التي لا تبرأ ذمته بمباشرتها، فتح المغيث ١/ ٤٤ قلت: قد يقبل ما قاله لكنه لا ينهض دليلًا على التعذر. وقيل: إن الحامل، لابن الصلاح على ذلك، أن المستدرك للحاكم كتاب كبير جدًا يصفو له منه صحيح كثير، وهو مع حرصه على جمع الصحيح غزير الحفظ كثير الاطلاع واسع الرواية، فيبعد كل البعد أن يوجد حديث بشرائط الصحة ولم يخرجه. وإليه أشار ابن جماعة بقوله: أنه لو صح لما أهمله أئمة الأعصار المتقدمة لشدة فحصهم واجتهادهم. التدريب ١/ ١٤٧؛ المنهل الروي، ص ٥١. قلت: وهذا أيضًا لا ينهض دليلًا على التعذر. (١) خالف ابن الصلاح في هذه المسألة كل من جاء بعده، وقالوا: يجوز التصحيح للمتبحر في هذا الشأن بطرقه التي تظهر له. وقال العراقي: ما رجحه النووي هو الذي عليه عمل أهل الحديث. اهـ. التقييد والإِيضاح، ص ٢٣؛ التبصرة والتذكرة ١/ ٦٧؛ المنهل الروي، ص ٥١؛ فتح المغيث ١/ ٤٤؛ التدريب ١/ ١٤٣؛ اختصار الحديث، ص ٢٨؛ محاسن الاصطلاح، ص ٨٩. وقد رد الحافظ على ابن الصلاح في هذا الرأي من خمسة أوجه فراجعه لزامًا فإنه كلام علمي لم يسبق إليه. النكت ١/ ٥٦؛ توضيح الأفكار ١/ ١١٧.