للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مالك (١):

ان وعن سواء، وحكى ابن عبد البر عن جمهور أهل العلم: إن أن وعن سواء، وأنه لا اعتبار بالحروف و (أ) الألفاظ وإنما هو باللقاء والمجالسة والسماع والمشاهدة (٢) يعني مع السلامة من التدليس، فإذا كان سماع بعضهم من بعض صحيحًا، كان حديث بعضهم عن بعض بأي لفظ (٣) ورد محمولًا على الاتصال، حتى يتبين الانقطاع (٤)، وهكذا أطلق أبو بكر الصيرفي الشافعي فقال: كل من علم له سماع من إنسان أو لقاء (ب) إنسان فحدث عنه فهو على السماع حتى يعلم أنه لم يسمع منه (٥).

ومن أمثلة غير عن وأن من الحروف قال، كمالك عن نافع قال ابن (ج) عمر، وكذلك فعل أو ذكر أو حدث أو كان يقول: كذا، وما جانس (د) ذلك، فكله محمول على الاتصال وانه تلقاه منه بلا واسطة بينهما، إذ أثبت


(أ) كلمة: (و) ساقطة من (ك).
(ب) في (هـ): لقي. بصيغة المصدر.
(ج) كلمة: ابن ساقطة من (هـ).
(د) في (ك) ... أو ما جانس ذلك.
(١) انظر: الهامش رقم ١، ص ١٩٠.
(٢) قال الصنعاني: هذا القيد في غير الأعمى. انتهى. توضيح الأفكار ١/ ٣٣٧.
(٣) لكن ينبغي تقييده بمن لم يعلم له استعمال خلافه، كالبخاري، فإنه قد يورد عن شيوخه "بقال" ما يرويه في موضع آخر بواسطة عنهم. النكت ٢/ ٣٨٤؛ فتح المغيث ١/ ١٦١.
(٤) التمهيد ١/ ٢٦؛ وبيان الوهم والإِيهام ١/ ٩٦.
(٥) انظر معنى هذا القول في رسالة الشافعي رحمه الله، ص ٣٧٩، فقرة ١٣٢؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>