للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بفقيه" (١). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة" (٢).

فهذان الحديثان أصلان عظيمان في ضبط الرواية وحسن تحملها وأدائها، وفي وجوب تبليغ الحديث ونقله.

وقد فهم المسلمون من كل هذا أنه يجب عليهم أن يحفظوا عن رسولهم كل شيء وقد فعلوا، وأدوا الأمانة على وجهها، ورووا الأحاديث عنه إما متواترة باللفظ والمعنى، وإما متواترة في المعنى فقط وإما مشهورة أو غير مشهورة.

وكذلك جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (٣).

وهذا الحديث أصل عظيم في التحذير من وضع الحديث واختلاقه


(١) أخرجه أبو داود في السنن، باب فضل نشر العلم (ح) رقم ٣٦٦٠، ٤/ ٦٨، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه؛ والترمذي في السنن، باب الحث على تبليغ السماع (ح) رقم ٢٦٥٦، ٢٦٥٧، من حديث زيد وعبد الله بن مسعود، رضي الله عنهما، وحسن الأول وقال في الثاني: حسن صحيح ٥/ ٣٣ - ٣٤؛ وابن ماجه في المقدمة من السنن من حديث زيد (ح) رقم ٢٣٠، ١/ ٨٤؛ والإِمام أحمد ١/ ٤٣٧، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث متواتر.
(٢) أخرجه أبو داود في العلم باب كراهية منع العلم ٤/ ٦٧ (ح) رقم ٣٦٥٨؛ والترمذي في العلم، باب ما جاء في كتمان العلم ٥/ ٢٩ (ح) رقم ٢٦٤٩، وحسنه؛ وابن ماجه في السنن ١/ ٩٦ (ح) رقم ٢٦١؛ والإِمام أحمد في المسند ٢/ ٢٦٣؛ والخطيب في الكفاية، ص ٣٧، كل هؤلاء الناس من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه البخاري في العلم باب اثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - ١/ ١٩٩ (ح) رقم ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨، ١٠٩، ١١٠؛ ومسلم في المقدمة ١/ ٦٦ مع النووي، والحديث متواتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>