للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم تكلم من التابعين، سعيد بن المسيب (ت ٩٣)، وعامر الشعبي (ت ١٠٤)، وابن سيرين (ت ١١٠) وكان كلامًا قليلًا، لقلة الضعف وندرته في ذلك العصر (١).

وفي أول القرن الثاني الهجري بدأ عصر تدوين الحديث بأمر الخليفة العادل عمر (٢) بن عبد العزيز رحمه الله، فدون ابن شهاب الزهري وغيره من أئمة هذا الشأن، ما وصل إليهم من الأحاديث والآثار, من غير تمييز بين صحيحها وسقيمها, لأن مهمتهم كانت الجمع أولًا، ثم البحث والتنقيب (٣).

وعُني ابن شهاب الزهري بأصول علم الحديث، التي كانت في عصره. وبين حدود الحديث المقبول والمردود، حتى قيل: أنه واضع علم مصطلح الحديث (٤).

روى ابن أبي حاتم بسنده إلى الزهري، قال: كان ابن شهاب، إذا حدث أتى بالإِسناد، ويقول: لا يصلح أن يرقى السطح إلا بدرجة (٥).

وروى الحاكم بسنده إلى الزهري، أنه سمع إسحاق بن أبي فروة،


(١) انظر: منهج النقد، ص ٥٦؛ والخطيب البغدادي وأثره في علوم الحديث، ص ٣٨٥.
(٢) انظر: سنن الدارمي ١/ ١٢٦؛ وطبقات ابن سعد ٢/ ٣٨٧؛ وتقييد العلم، ص ١٠٦؛ والسنة ومكانتها، ص ١٠٤؛ وبحوث في تاريخ السنة، ص ٢٢٦؛ ومنهج النقد، ص ٥٨.
(٣) انظر: مقدمة الباعث الحثيث لأحمد شاكر رحمه الله، ص ٨؛ وبحوث في تاريخ السنة، ص ٢٢٩؛ ومنهج النقد، ص ٥٩.
(٤) انظر: شرح الشمائل للباجوري، ص ٦؛ والحطة، ص ٨٥؛ ومقدمة تحفة الأحوذي، ص ٢ - ٣؛ والمنهج الحديث، ص ١٣، ١٦.
(٥) انظر: الجرح والتعديل ٢/ ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>