للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فقال: له الزهري: قاتلك الله يا ابن أبي فروة، ما أجرأك على الله، لا تسند حديثك؟ تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة (١).

وفي أوائل هذا القرن وجد من يروي المرسل والمنقطع، ووجد الضعفاء من صغار التابعين. وفي منتصفه ازداد أهل البدع والأهواء، وكثرت الفرق، وظهر من يتعمد الكذب، فاضطر أئمة الحديث إلى توسيع النظر، والاجتهاد في التفتيش عن رجال الرواة، ونقد الأسانيد (٢).

فتكلم الإِمام مالك (٣) في الرواة، وصنف كتاب الموطأ على هذا الأساس، فلم يرو فيه إلا الأحاديث المقبولة، ولم يأخذ إلا عن الموثوقين الضابطين للحديث كما تكلم شعبة ومعمر وهشام الدستوائي ثم ابن المبارك وابن (٤) عينية، وما انتهى هذا القرن حتى وجد كثير من أنواع علوم الحديث، ووضعت لها الضوابط والاصطلاحات، بيد أنه لم يدون منها إلا شيء قليل، ومعظمها، كان محفوظًا في الصدور، يتداولها رجال الحديث، إلا ما وجد للإِمام الشافعي من فصول وأبحاث متفرقة لها أهميتها في هذا الفن، فقد تكلم في الرسالة (٥) عن الحديث الذي يحتج به، وشرط فيه شروط الصحيح، وتكلم في شرط حفظ الراوي والرواية بالمعنى،


(١) انظر: معرفة علوم الحديث للحاكم، ص ٦.
(٢) انظر: منهج النقد، ص ٥٩؛ وبحوث في تاريخ السنة، ص ٥١؛ والسنة ومكانتها، ص ١١٠.
(٣) انظر: مقدمة الجرح والتعديل, ص ١٩ - ٢٥.
(٤) انظر: مقدمة الجرح والتعديل, ص ١٣٢، ١٥٦، ٢٦٩، ٢٧٤، و ٣٥ - ٤٩.
(٥) انظر: الرسالة، ص ٣٧٠، فقرة ١٠٠١ و ٣٧٣، فقرة ١٠١١ و ٣٧٩، فقرة ١٠٣٣ و ٣٨٢، فقرة ١٠٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>