للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمدلس وقبول حديثه، كما أنه ذكر في الأم (١) الحديث الحسن وتكلم في الحديث المرسل، وناقش الاحتجاج به بقوة، وبحث في غير ذلك من علوم الحديث.

ولما جاء القرن الثالث، نشطت حركة تدوين الحديث، واستقل كل علم من علومه، استقلالًا متميزًا عن غيره، فصار يقال: علم الحديث الصحيح، وعلوم الناسخ والمنسوخ، وعلم الجرح والتعديل.

وصنفت هذه العلوم مفردة ولكل علم مصنف خاص، فألف (٢) يحيى بن معين (ت ٢٣٣) في تاريخ الرجال، وأحمد بن حنبل (ت ٢٤١) في العلل والبخاري (ت ٢٥٦) في الرجال، ويعقوب بن شيبة السدوسي (ت ٢٦٢) المسند المعلل، ولم يكمله بل جمع فيه ما يقارب ثلاثين جزء أو لو كمل لجاء في مائتي مجلد.

ومنهم من أكثر في هذا القرن من التأليف في أنواع علوم الحديث، كعلي بن المديني (ت ٢٣٤) فقد ألف في فنون كثيرة، حتى بلغت مؤلفاته مائتي كتاب (*).

كما وجد في هذا القرن من كان يكتب شيئًا في علوم الحديث، ويجعله كمقدمة لكتاب في الحديث، كالإِمام مسلم (ت ٢٦١) في صحيحه, وكذا ما كتبه الإِمام أبو داود السجستاني (ت ٢٧٥)، في رسالة مستقلة إلى أهل مكة في بيان طريقته في سننه. وقد أفرد الإِمام مسلم


(١) انظر: الأم ٨/ ١٧٦، باب بيع اللحم بالحيوان، مثلًا؛ والمنهج الحديث في علوم الحديث، ص ٢٠.
(٢) انظر: الإِعلان بالتوبيخ، ص ١٠٩؛ والسنة ومكانتها، ص ١١٠؛ وبحوث في تاريخ السنة، ص ٥٩ - ١٢٧؛ ومنهج النقد، ص ٦١.
(*) انظر: تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٣٥٠؛ وتذكرة الحفاظ ٢/ ٤٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>