للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقدم (١)، فإذا أخذ، فليشمر (١) ويغتنم مدة (٢) إمكانه ويبدأ بالسماع من أسند شيوخ عصره وأرجحهم علمًا وشهرة ودينًا وغير ذلك (٣). وإذا فرغ من سماع المهمات ببلده فليرحل (٤) في الطلب. قال إبراهيم (٥) بن أدهم رضي الله عنه: إن الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب


(أ) في (ك) و (هـ): فليشمره.
(١) أي في أول النوع الرابع والعشرين.
(٢) قال الخطيب: إذا عزم الله تعالى لامرئ على سماع الحديث وحضرته نية في الاشتغال به فينبغي أن يقدم المسألة لله أن يوفقه فيه ويعينه عليه، ثم يبادر إلى السماع ويحرص على ذلك من غير توقف، ولا تأخير، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.
انظر: الجامع ١/ ١١٥؛ وصحيح مسلم ٤/ ٢٥٢ (ح رقم ٣٤)؛ مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٢٢؛ والتبصرة والتذكرة ٢/ ٢٢٤؛ التدريب ٢/ ١٤١.
(٣) قاله الخطيب في الجامع ١/ ١١٦، ١٢٦ - ١٢٧؛ مقدمة ابن الصلاح، ص ٢٢٢؛ والتقريب ٢/ ١٤٢؛ التبصرة والتذكرة ٢/ ٢٢٤.
(٤) أي لا يرحل قبل ذلك. قال الخطيب: إذا عزم الطالب على الرحلة فينبغي له أن لا يترك في بلده من الرواة أحدًا، إلا ويكتب عنه ما تيسر من الأحاديث، وإن قلت، قال: لأن المقصود من الرحلة أمران، أحدهما: تحصيل علو الإِسناد وقدم السماع. والثاني: لقاء الحفاظ والمذاكرة لهم والاستفادة منهم، فإذا كان الأمران موجودين في بلده ومعدومين في غيره، فلا فائدة في الرحلة، أو موجودين في كل منهما، فليحصل حديث بلده ثم يرحل.
انظر: الجامع ١/ ٢٢٣ - ٢٢٤؛ ابن الصلاح، ص ٢٢٢؛ التبصرة والتذكرة ٢/ ٢٢٥؛ التدريب ٢/ ١٤٢.
(٥) هو السيد الجليل والزاهد النبيل، أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم البلخي يقال: انه بلغ رتبة الاجتهاد، توفي سنة اثنتين وستين ومائة. شذرات الذهب ١/ ٢٥٥؛ حلية الأولياء ٧/ ٣٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>