للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمعت أبا مرثد (١) (أ) الغنوي يقول سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تجلسوا (٢) على القبور ولا تصلوا إليها (٣). فذكر سفيان وأبو إدريس في هذا الإِسناد زيادة ووهم. أما سفيان فالوهم فيه ممن دون ابن المبارك، لأن جماعة ثقات رووه عن ابن المبارك عن ابن (٤) جابر. ومنهم من صرح فيه


(أ) في (ص) و (هـ): أبا مزيد الغنوي.
(١) أبو مرثد بفتح الميم وسكون الراء بعدها مثلثة الغنوي، هو كناز بتشديد النون وآخره زاي، ابن الحصين بن يربوع، صحابي بدري مشهور بكنيته مات سنة اثنتي عشرة من الهجرة.
انظر: الإِصابة ٤/ ١٧٧؛ ومشاهير علماء الأمصار، ص ١٨؛ والتقريب ٢/ ١٣٦.
(٢) أخرجه الإِمام مسلم في الجنائز باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه والجلوس عليه ٧/ ٣٨.
والترمذي في الجنائز باب كراهية المشي على القبور والجلوس عليها ٣/ ٣٥٨، (ح رقم ١٠٥٠).
والإِمام أحمد في المسند ٤/ ١٣٥.
والطحاوي في شرح معاني الآثار باب الجلوس على القبور ١/ ٥١٥.
كل هؤلاء الناس من طريق ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به سواءً. وتابع ابن المبارك عليه صدقة بن خالد والوليد بن مسلم عند الطحاوي في نفس الجزء والصفحة.
(٣) قال الشيخ علي القاري معللًا النهي: لما فيه من التعظيم البالغ كأنه من مرتبة المعبود، ولو كان هذا التعظيم حقيقة للقبر أو لصاحبه لكفر المعظم، فالتشبه به مكروه، وينبغي أن تكون كراهة تحريم. وفي معناه بل أولى منه الجنازة الموضوعة (يعني في قبلة المصلين)، وهو مما ابتلى به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة ثم يستقبلون إليها انتهى.
انظر: مرقاة المفاتيح باب دفن الميت ٢/ ٣٧٢، المطبعة الميمنية وتحذير الساجد، ص ٢٩ - ٣٤، للألباني.
(٤) انظر: تخريج الحديث المذكور في رقم التعليق (١) فإنه لم يذكر أحد من أولئك سفيان بين ابن المبارك وابن جابر كما بينته.

<<  <  ج: ص:  >  >>