للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير واحد فجرحوا بما لا صحة له.

من ذلك جرح النسائي لأحمد (١) بن صالح وهو حافظ إمام ثقة لا يعلق به جرح، أخرج عنه البخاري في صحيحه، وقد كان من أحمد إلى النسائي جفاء (٢) أفسد قلبه عليه. قال الخليلي: اتفق الحفاظ على أن كلامه فيه تحامل (٣).

قال الشيخ رحمه الله: النسائي إمام في الجرح والتعديل وغيره، ووجه ما نسب إليه أن عين السخط تبدي مساوئ، لها في الباطن مخارج


= أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك، ووسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبدًا انتهى. قال: ابن دقيق العيد: أعراض المسلمين حفرة من حفر النار، وقف على شفيرها طائفتان من الناس، المحدثون والحكام.
انظر: فتح المغيث ٣/ ٣١٦؛ والاقتراح، ص ٣٤٤.
(١) هو الإِمام الكبير حافظ زمانه بالديار المصرية، أبو جعفر أحمد بن صالح المصري المعروف بابن الطبري، كان رأسًا في هذا الشأن، قل أن تر العيون مثله مع الثقة والبراعة. توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين.
انظر: طبقات الشافعية ١/ ١٨٦؛ والتاريخ الكبير ٢/ ٦؛ وسير أعلام النبلاء ١٢/ ١٦٠؛ ومقدمة الفتح، ص ٣٨٦.
(٢) قال أبو جعفر العقيلي: كان أحمد بن صالح لا يحدث أحدًا حتى يسأل عنه، فلما أن قدم النسائي مصر جاء إليه، وقد صحب قومًا من أهل الحديث لا يرضاهم أحمد فأبى أن يحدثه، فذهب النسائي فجمع الأحاديث التي وهم فيها أحمد، وشرع يشنع عليه، وما ضره ذلك شيئًا وأحمد إمام ثقة.
انظر: مقدمة الفتح، ص ٣٨٦؛ وفتح المغيث ٣/ ٣٢٦.
(٣) انظر: الإِرشاد (٥٥/ ألف)؛ ومقدمة ابن الصلاح، ص ٣٥١؛ ومقدمة الفتح، ص ٣٨٦؛ وثقات ابن حبان ٨/ ٢٥؛ وطبقات الشافعية ١/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>