(٨٩) أدى إلى إثارة هذه المسألة ما دار من مناظرة بين يدي السلطان ابن تاشفين صاحب تلمسان (- ٧٣٧) من أن ابن القاسم مجتهد أو غير مجتهد ودارت هذه المناظرة بين إمامين من أيمة المالكية، وهما: أبو زيد بن الإِمام (- ٧٤٣)، وأبو موسى المِشِذَّالي (- ٧٤٥). ثم إن ابن عرفة قال في حق ابن القاسم: إنه مزجي البضاعة في الحديث. وتوقف في المازري فتعقب عليه ما تقدم. وقد ذكر الونشريسي في المعيار بحثاً نفيساً لأخي أبى زيد ابن الإِمام (- ٧٤٩)، خلاصته: أنه سئل عن ابن القاسم هل هو مجتهد مطلق أو مقلد لمالك؟ فأجاب: هو مقلد لمالك رضي الله عنهما لا مجتهد مطلق، بل مجتهد في مذهبه متمكن من الاستنباط على أصوله وقواعده المعتبرة عنده في تحصيل أحكام الله تعالى، وقد شفى الغليل في جوابه هذا. انظر المعيار (ج ٦ ص ٢٤٧).