للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن كل فلك ما تحته حتى ينتهي الأمر إلى الإِمطار وإلينا في تخليط طويل ليس هذا موضع ذكره.

وأما من اعتقد أن لا خالق إلا الله سبحانه ولكن جعل في بعض الاتصالات من الكواكب دلالة على وقوع المطر من خلقه تعالى عادة جرت في ذلك، فلا يكفر بهذا إذا عبَّر عنه بعبارة لا يمنع الشرع منها والظن بمن قال من العوام: هذا نوء الثُّريّا ونوء الراعي، أنه إنما يريد هذا المعنى، وقد أشار مالك رحمه الله في "موطئه" (ج١ ص١٩٢) إلى هذين المعنيين، وأوردهما في بابين فأورد في المعنى الأول الحديث الذي نحن فيه، وأورد في المعنى الثاني "إذا أنْشَأتْ بَحْرِيَّة ثُمَّ تَشَاءَمَتْ فَتِلْكَ عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ" (٥٩ مكرر). حيث وضح مذهب الفلاسفة القائلين بخلق العقل الأول وهو ما لا يقبله الدين الصحيح، ولا العقل الرجيح.

ثم لم يقف موقف الجمود فيمنع ما يفيده علم الأنواء من ارتباطات بين ظواهر منبئة عن حدوث الأمطار مثلا. واستدل على عدم منع التطلعات الجوية بما ثبت في حديث آخر وهو: "إذاً أنشأت بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة".

واستخرج هذا الارتباط من صنيع مالك رضي الله عنه في "الموطأ" إذ جمع بين الحديثين، وهو وقوف منه على معرفة أسرار جمع الأحاديث في "الموطأ"، وهو من خصائص الإِمام في الربط بين الأحاديث سواء في العقيدة أو الفقه.

[تحريره الاجتهادي لمواطن الخلاف]

يظهر امتياز المازري الاجتهادي الذي أعجب به العلماء في مواطن الخلاف. وامتيازه هذا موزع بكثرة في "المعلم". ونذكر نموذجا من


(٥٩ مكرر) الموطأ (ج١ ص١٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>