للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[البرهان وشرحه للمازري]

يعد البرهان لإِمام الحرمين من العمد في كتب أصول الفقه وقد سلك فيه صاحبه مسلكاً اخترعه لنفسه وحرر فيه تحريرات نفيسة؛ إلا أنه صعْب في استخراج مسائله فهو كما قدمنا عن السبكي لغز من الألغاز، وهذا اللغز تصدى له الإمام المازري، وأظهر فيه إشكالات.

ودعا الإِمام المازري أن يتولى ذلك أنه انتقد الإِمام مالكاً رضي الله عنه وحمل عليه في مسألة القول بالمصلحة المرسلة، كما في طبقات ابن السبكي.

ويشرح ما بيناه تعجب ابن السبكي لمَّا شرحه المازري ومن سلك مسلكه ولم يشرحه علماء الشافعية حيث قال: "وهذا الكتاب من مفتخرات الشافعية، وأنا أعجب لهم فليس منهم من انتدب لشرحه، ولا لكلام عليه إلا مواضع يسيرة تكلم عليها أبو المظفر بن السمعاني في كتاب القواطع وردها على الإِمام. وإنما انتدب له المالكية فشرحه الإِمام أبو عبد الله المازري شرحاً لم يتمه، وعمل عليه أيضاً مشكلات. ثم شرحه أيضاً أبو الحسن الأبياري من المالكية (٧٣).

ثم جاء شخص مغربي يقال له الشريف أبو يحيى جمع بين الشرحين، وهؤلاء كلهم عندهم بعض تحامل على الإِمام من جهتين:


(٧٣) أبو الحسن الأبياري ترجم له ابن فرحون في الديباج: أبو الحسن على بن إسماعيل بن علي الملقب شمس الدين وشهرته بأبي الحسن الأبياري: كان من العلماء الأعلام، بارعاً في علوم شتى: الفقه وأصوله وعلم الكلام، درس بالإِسكندرية. له تصانيف منها كتاب شرح البرهان لأبي المعالي الجويني، وله سفينة النجاة على طريقة الإِحياء للإِمام الغزالي (٥٥١ - ٦١٦) الديباج (ج٢ ص ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>