حفظ لنا ابن الأبَّار في "التكملة لكتاب الصلة " ما يتعلق بأبي الحسن السوسي فذكر أنه صحب أبا عبد الله المازري بالمهدية. فهو من الملازمين له فقد انتقل إليه من سوسة إلى المهدية ليصاحبه، فلم يقتصر على التلقي منه إذ أضاف إلى ذلك ملازمته لتأثير المازري عليه. ومن أجل هذه الملازمة جمع عن تاريخ المازري الكثير فدعا ذلك المعتنين بالمازري أن يتلقوا منه حكايات جاء فى "التكملة": أن عبد الله بن حميد الأندلسي كتب عنه حكايات عن المازري وقف عليها صاحب "التكملة" بخطه.
[خططه]
تولى الصلاة والخطبة بسوسة، كما تولى قضاءها، فهو من وجوه سوسة وعلمائها وهجرته إلى الأندلس لِمَا أصاب إفريقية من التفكك.
[رحلته]
رحل إلى الأندلس بين بلدانها، وبشرقيها لقيه القاضي ابن حميد المتقدم.
[وفاته]
أفاد في "الشجرة" أنه توفي بها، وهذا يستفاد من كلام ابن الأبار حيث لم يذكر رجوعه إلى وطنه.
ذكره ابن الأبّار في "التكملة" من الغرباء الوافدين على الأندلس.
والظاهر أن ابن الأبّار لم يطلّع على شيء من حياته إلا ما نقلناه عنه، وأنه اعتمد في التعريف به على ما كتبه القاضي أبو عبد الله بن حميد، فإنه كتب عنه حكايات عن المازري، وابن الأبّار وقف على ذلك بخطه.
يفيدنا اعتناء ابن حميد بحكايات المازري التي تلقاها عن أبي الحسن السوسي أن علماء الأندلس بلغت، عنايتهم بالمازري حداً بعيداً إذ أنهم كلما تلقفوا شيئا عن المازري بادروا إلى أخذه وتدوينه إعجابا به.
ونعلم مما تقدم أن أبا الحسن السوسي لم يرو عنه علماء الأندلس "المعلم" ورواياته، إذ اقتصر ابن حميد على تدوين ما تلقاه منه من حكايات.