جاء ضم الصاد مشكولاً) عند باب الصفا. وكان يقرأ عليها بعض التقاسيم فجاء بيت شعر شاهد، فسألت: هل له صاحب؟ أي بيت آخر، سلوا الشيخ أبا محمد ابن العرجاء. فقال الشيخ: لا أذكر له صاحبا فأنشدت:
أبو عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة من أهل مرسية وسكن شاطبة.
وابن سعادة من أوسع العلماء رواية. وسرى إليه ذلك من شيخه أبي عليّ الصدفى فقد اختص به وأكثر عنه وإليه صارت دواوينه وأصوله العتاق وأمهات كتبه الصحاح. قال ابن الأبّار في "التكملة " لصهر كان بينهما: وممن لازمه في حضور مجلسه للتفقه به وحمل عنه ما كان يرويه محمد ابن أبي جعفر.
ورحل إلى غريب الأندلس، وسمع أبا محمد بن عتاب، وأبا بحر الأسدي، وأبا الوليد بن رشد، وأبا عبد الله بن الحاج.
ولم يكتف بما تلقاه في الأندلس فرحل إلى المشرق في سنة (٥٢٠) فلقى بالإِسكندرية أبا حجاج بن نادر الميورقي.
وأدى فريضة الحج سنة (٦٢١) ولقي بمكة رزين بن معاوية العبدري إمام المالكية بها (٢٧)، وأبا محمد بن صدقة، المعروف بابن غزال من أصحاب كريمة المروزية. وروى عن أبي الحسن علي بن سند بن عباش الغَسَّاني ما حمل عن أبي حامد الغزالي من تصنيفه.
(٢٧) وهو صاحب الصحاح والسنن التي وضع ابن الأثير كتابه جامع الأصول من أحاديث الرسول على وضعها. وتوفي رزين سنة (٥٣٥).