مهم يقبح جهله بأهل الحديث خاصة، ثم بأهل العلم عامة، والخوض فيه ليس بالهيّن والخائض فيه حقيق بالتحري جدير بالتوقّي".
وبعد أن ذكر ابن الصلاح أول من صنف فيه وهو النضر بن شميل، أو أبو عبيدة معمر بن المثنى ذكر أن تأليف أبى عبيد القاسم بن سلام هو العمدة في هذا الباب، وكذاك ابن قتيبة الذي هو ذيل الكتاب أبي عبيد.
وتذييلا على ما ذكره ابن الصلاح في أول من ألف في غريب الحديث نوضح أن الكلام على الغريب لم يبدأ أساسا بأبي عبيدة (٢١٠) بل تكلم فيه جماعة من أتباع التابعين منهم مالك بن أنس، والثوري وشعبة، وإنما أبو عبيدة أو النضر بن شميل أول من كتب في ذلك كتاباً خاصاً.
ولا يمكن أن يبدأ الكلام على غريب الحديث بأحد الرجلين اللذين ذكر أنهما أول من تكلم على الغريب لأن فقه الحديث لا يتوصل إليه إلا بمعرفة ألفاظ القرآن الكريم، وألفاظ الحديث الشريف، وفي ضمن ذلك معرفة الألفاظ الغريبة في كتاب الله سبحانه، وفي المتون الحديثية ويدخل اعتناء المازري بالغريب والتحري فيه لأنه مفتاح فقه الحديث، وهو من مهام كتابه المعلم.
كتاب الغريبين:
صاحب الكتاب أبو عبيد أحمد بن محمد بن محمد بن أبي عبيد العبدي المؤدب الهَرَوي الفاشاني. هذا ما ساقه في نسبه ابن خلكان، وذكر أنه وقف على نسخة من كتابه الغريبين أنه أحمد بن محمد بن عبد الرحمن وكتابه في الغريبين يدل على أنه من جلة العلماء. قال ابن خلكان: وما قصر في كتابه المذكور.