ومع هذا الاجتهاد كان يدعيه المالكية والشافعية كما قال محمد بن محمد المعروف بابن القُوبع التونسي فيه لأنه أتقن أدلتهم: صَبَا فِي العِلْمِ صَبًّا فِي صِبَاهُ ... فَأعلِ بِهِمَّةِ الصَبِّ الصَّبِيّ وَأتقَنَ وَالشَّبَابُ لَهُ لِبَاسٌ ... أدِلَّةَ مَالِكٍ وَالشَّافِعِيّ وما ذكره السبكي وابن سيد الناس يشهد لاجتهاده؛ لكن يبقى النظر في المفاضلة بينه وبين المازري، لكن هناك ما يشهد بتفضيل المازري عليه وهو ما قدمته في البحث في اجتهاده لأن تعجبه من عدم ادعاء المازري الاجتهاد دليل على أنه يرى أن منزلة المازري كبيرة فإن لم تكن أعلى من منزلته فهي لا تقل عنه. انظر ترجمة ابن دقيق العيد ابن السبكي (ج ٦ ص ٢ - ٣١). (٨٨) ابن عبد السلام هو محمد بن عبد السلام بن يوسف الهواري التونسي، قال ابن فرحون: كان عالماً بالحديث له أهلية الترجيح بين الأقوال (- ٧٤٩). وشرحه لابن الحاجب دليل على تفقهه واجتهاده المذهبي لكن إذا نظرنا في كتابه هذا وما ذكره المازري في شرح التلقين نرى البون شاسعاً بين تمكن المازري من الاستنباط وتمكن ابن عبد السلام. =