للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الشيخ -أيّده الله: يحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - علم أنّ منامه هذا من الأضغاث بوحي أوحي إليه أو دلالة من المنام دلّته على ذلك، أو على أنّه من المكروه الذي هو من تحزين الشّيطان.

وحكي عن بعض العابرين أنّه قال: يمكن أن يكون اختصر من المنام أو سقط من بعض الرّواة منه ما لو ذكر لدلّ على أنّه من الأضغاث، وأمّا العابرون فيتكلّمون في كتبهم على قطع الرّأس ويجعلونه على الجملة دلالة على مفارقة ما فيه الرائي (٢١) من النّعم ويفارق من هو فوقه ويزول سلطانه وتتغير حاله في جميع أموره إلاّ أن يكون عبدا فيدلّ على عتقه أو مريضا فعلى شفائه أو مديانا فعلى قضاء دينه أو صرَورة فعلى (٢٢) حجّه أو مغموما فعلى فَرَجِه أو خائفا فعلى أمنه. وينظرون أيضا في اتّباع هذا له ويصرفون دلالة ذلك فيما مضى مما ذكرناه عنهم وفي غيره مما لم نذكره حتى يخلص لهم معنى مما قلناه أو معنى آخر تقتضيه دلالة الحال وهذا مصروف للعابرين، وإنّما ذكرنا دلالة قطع الرّأس على الجملة لا الحكم بِعَبْرِ (٢٣) هذا المنام بعينه.

وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه كتاب الأصول لعبارة الرّويا أنّ رجلا قال: يا رسول الله رأيت فيما يرى النّائم كأنّ رأسي قطع فجعلت انظر إليه بإحدى عينيّ فضحك النّبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: بِأَيهّما كنت تنظر إليه؟ فلبث ما شاء الله ثمّ قبض النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فعبرَ الناس أنّ الرّأس كان النبيء - صلى الله عليه وسلم -، والنّظر إليه اتّباع السنّة.


(٢١) في (ب) الرأس.
(٢٢) في (ب) فعلى قضاء حجّه.
(٢٣) في (ب) بغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>