قال الشّيخ أيّده الله: قَول الأولى من النسوة اللَاّتيِ اجتمعن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا "زَوجِي لحَمُ جَمَلٍ غَثٍّ".
تعنِي المهزولَ على رأس جَبَل. تصف قِلَّة خيره وَبعدَه مع القلّةِ كالشيء في قُلَّةِ الجبل الصَّعب لا ينال إلاّ بِالمشقة. قال الخطَّابي. معنى البعد في هذا أن تكون قد وصفته بسوء الخلقِ والترفّع لنفسه والذهابِ بهِا تيها وَكِبرا، تريد أنه مع قلة خيره وَنَزَارته قد يتكَبر عَلىَ العشير فيجمع إلى منع الرِّفد الأذى وسوءَ الخلقِ. قَال أبو عبَيد: وقولها "سَمِين فينتقي" أي يستخرج نِقيه والنِّقي المخ يقَال: نَقَوت العَظمَ ونَقَيته وأنقيته إذا استخرجت نقيه. وَمَن رواه فَينتَقَل أي ليس بِسَمِين ينتقله الناس إلى بيوتهم يأكلونَه ولكنهم يَزهَدونَ فِيه. قال الخطابي: يريد أنَّه ليس في جانبه ظرف فيحتمَل سوء عِشرته لذلك، يقال: انتقلت الشيءَ أي نقلته.
قال أبو عبيد: قول الثانية "أَذْكُرُ عُجَرَهُ وبُجَرَهُ ".
العُجَرُ أن يَتَعَقَّدَ العَصَب أو العروق حتى تَرَاهَا نَاتِئةَ من الجسد والبُجَر نَحوُهَا إلاّ أنهّا في البطن خاصةً واحدتها بُجْرَة. ومنه قيل رَجل أبجَر إذا كان عظِيم البَطنِ وامرَأة بَجرَاء والجمع بُجَر، ويقَال: رَجل أبجَر، أي ناتىء السّرة عظيمها. قال الهروي: قال ابن الأعرابي: العُجْرَةُ نَفخَة في الظهر فإذا كانت في السُّرة فهي بُجْرَة ثم ينقلان إلى الهموم والأحزان.
قال الَخطّابي: أرادت بالعُجْرِ والبُجَر عيوبه الباطنة وأسراره الكامنة.
وقال الأصمعي في قول علي -رضي الله عنه- إلىَ الله أشكو عُجَري وَبُجَري أي همومي وأحزاني.