للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقولها: "عظيم الرّماد".

تصفه بالجود وكثرة الضيافة من لحم الإبِل وغيرها من اللّحوم فإذا فعل ذلك عظمَت ناره وكثر وَقودها فيكون الرّماد في الكثرة على قدر ذلك. قال الخطَّابي: قد يكون إيقاد النّار لمعالجة الطّعام واشتواء اللَّحم ليطعمه الأضياف ("كرما وأمدح له أن تكون ناره لا تطفأ ليلا ليهتديَ بها الضِّيفان") (١١٣) فيكثر غشيانهم إليه والأجواد يطعمون ويعظّمون النار في ظلام الليل (١١٤) ويوقدونها على التّلال ومشارف الأرض ويرفعون على الأيدي الأقباس ليهتدي بسناها الأضياف.

قال أبو عبيد: وقول العاشرة "زوجي مالك" الحديث.

تقول إنّه لا يوجّه إبِلَه يسرحن نهارا إلَاّ قليلا ولكنّهن يُترَكن بِفِنَائه (١١٥) فإن نزل به ضيف لم تكن الإبل غائبة عنه ولكنَّها بحضرته فَيَقرِيه مِن ألبَانهِا ولحومها، والِمزهر العود الذي يضرب به أرادت أن زوجها قد عوَّدَ إبله إذا نَزَل به الضِّيفان أن ينحر لهم وَيَسقيهم الشراب ويأتيهم بالمعازف فإذا سمعت الإبل ذلك الصوت عَلِمنَ أنهَّن منحورات فذلك قولها: "أيقَنَّ أنهَّن هَوالك".

قال أبو عبيد: وقول الَحادِية عَشرة "أنَاسَ مِن حُلي أُذُنَيَّ".


(١١٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(١١٤) في ظلم الليالي في (ب).
(١١٥) في (ب) و (ج) يَبْرُكنَ بفنائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>