للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الشيخ -وفَّقَه الله- قد فسر في الحديث معنى المرض وأنّ المراد به مرض العبد المَخلوقِ وَأَضَافَ البَارِي سبحَانه ذَلِكَ إلى نَفسِهِ تشريفًا للعبد وتقريبا له والعَرب إذَا أرادت تشريفَ أحَدٍ أحَلَّته مَحَلَّهَا وعَبرَّت عنه كما تعَبر عَن نفسِهَا.

وأمَّا قوله "لَو عدتَه لَوَجَدتني عنده" فَإنه يريد ثَوَابِي وكَرَامَتِي. وعبرَّ عن ذلك بوجوده على جهة التجوّز والاستعارَةِ وهذا سَائِغ شائع (١٢) في لسان العرَب. وقد قدَّمنا ذكر أمثاله وعلى هذا المعنى يحمل قوله تعالى: {وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ} (١٣) يعني مجازاة الله سبحانه ومثل هذا كثير.

١١٨٣ - قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما يَروي عن الله تعالى أنه " (قال يَا عِبَادي إنيِّ حَرَّمت الظّلمَ على نَفسيِ وجَعَلته محرَّما بَينكم فَلَا تَظَالمَوا) (١٤) يَا عِبَادي كلّكم ظالّ إلَاّ مَن هَدَيته فَاستَهدوني أهدِكم" الحَدِيثَ (ص ١٩٩٤).

قال الشّيخ -وفّقه الله- معنى قوله: "حرمت الظلم على نفسي" أي تَقَدَّست (١٥) عنه وَتَعالَيت، والظّلم مستحيل منه سبحَانَه وَتَعالى جَدّه لأنه إنّما يكون إذَا تعدّيت الحدود وتجوّزت المَرَاسِم والبَارِي جلّت قدرته لَيسَ فَوقه أحَد يحدّ لَه حَدًّا أو يَرسم له رَسماً حتى يكون متجاوزا لذلك ظالما، ولا فوقه من يستحِق أن يطيعَه حتّى يحلّل له الحلالَ وَيحرّم عليه الَحرَامَ


(١٢) شَائع ساقط من (ب) و (ج).
(١٣) ٣٩) النور.
(١٤) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(١٥) في (ب) تنزَّهَت.

<<  <  ج: ص:  >  >>